يستخدم تعبير الجريان السطحي Overland Flow للدالة على تحركات المياه وما يتصل بها من قوة. قادرة على النحت والنقل فوق سطح الارض، حين لا ...
يستخدم
تعبير الجريان السطحي Overland Flow للدالة على تحركات المياه
وما يتصل بها من قوة. قادرة على النحت والنقل فوق سطح الارض، حين لا تجري محصورة
فى قنوات أو مجاري محددة واضحة. إذ حين تجرى المياه فى قنوات أو مجاري واضحة
المعالم يسمى الجريان حينئذ يجريان القناة Channel Flow وهو مرادف للجريان النهري.
ويكون الجريان السطحي الغطائي أكثر تأثيراً فوق المنحدرات العليا العريضة، وهنا
يصبح لازماً لتحركات الموادMass
Movement ويكون الجريان السطحي الغطائي مسئولاً عن
قدر كبير من التعرية، قبل أن تنشأ المجاري المائية فى اتجاه أسافل المنحدرات، وتصل
إلى تحقيق شكلها وخصائصها.
تعرية
الرش:
والمرحلة
الأولى للتعرية المائية تبدأ بالفعل الميكانيكي لقطرات ماء المطر- Rain drops حين تصطدم بسطح الأرض،
وهو ما يسميه الجيومورفولوجيون الأمريكان تعرية الرش Splash Erosion وتستطيع امطار السيول التي
تتميز بقطرات كبيرة الحجم ان تحرك حبيبات التربة من جهة، كما تعمل مياهها على دمج
السطح، ومن ثم إنقاص مقدرة التربة على تسريب المياه وإنفاذها. وتكون تعرية الرش
أكثر ما تكون فاعلية وتأثيراً فى الأقاليم شبه الجافة، حيث التساقط نادر لكنه غزير
وكثيف حين يسقط، وحيث يكون سطح الأرض مفككاً هشاً وعارياً من أية حماية، فلا توجد
أشجار تكسر حدة السقوط المباشر لقطرات المطر، ولا غطاء نباتي أو عشبي يمتص قوة
اصطدامها بالأرض.
التعرية
الغطائية:
وتمثل
المرحلة الثانية للتعرية المائية، وتبدأ حينما تتسع التأثيرات المنفردة لتعرية
الرش وتتحد لتغطى مساحات كبيرة، ومن ثم تتحول إلى ما يسمى التعرية الغطائية أو الشريطية
Sheet
Erosion أو الغسل الغطائي Sheet Wash.
تعرية
الجداول:
وفى
هذه المرحلة تبدأ المياه فى التركز فى عدد من الجداول الصغيرة الدقيقة السطحية،
ويساعد على ذلك وعورة السطح وعدم انتظامه وتناسقه. وتتشعب تلك الجداول وتلتقي
مكونة لشكل توزيع شبكي. ورغم ذلك فما تزال تلك الجداول الدقيقة غير كافية لتكون
قنوات محدودة المعالم. وتسمى التعرية بشكلها هذا تعرية الجداول Rill Erosion.
تعرية
المسيلات الجبلية:
تزداد
كمية المياه السطحية الجارية بالاتجاه نحو حضيض المنحدر وتلتقي الجداول مكونة
لخنادق وأخاديد ضيقة وعميقة، وتلك مرحلة تكوين ما يعرف باسم المسيلات
التي تمارس نمطاً من التعرية
المائية المؤثرة يعرف باسمها وهو تعرية المسيلاتGully Erosion والجريان المائي فى المسيلات الجبلية يدخل ضمن الجريان
المائي في قنوات، وهو المرادف للجريان المائي النهري.
العوامل
تتوقف عليها عمليات التعرية بالجريان السطحي:
1-كمية الأمطار
الساقطة، ونظامها وكثافتها. فكلما كثرت وتواصلت تأكدت عمليات التعرية بالجريان
السطحي بأنواعها المختلفة.
2-درجة انحدار المنحدر،
فالجريان السطحي يكون عظيماً فوق المنحدرات الشديدة الانحدار، لان السرعة
المتزايدة لجريان المياه تقلل الزمن المتح لفقدان المياه بالتسرب.
3-قابلية التسرب Infiltration Capacity فالتربة الطينية التي
تتميز بقلة النفاذية، لا تسمح للمياه بالتسرب خلالها فتعظم كمية المياه الجارية
فوق سطحها، على عكس الأراضي الرطبة والحصوية التي تتخللها المياه وتنفذ فيها فلا
يتبقى منها للجريان السطحي سوى القليل.
4-طبيعة الغطاء النباتي،
فالحشائش تضعف تأثير قطرا المطر، وتعوق الجريان السطحي، وتساعد التسرب عن طريق
الممرات الجذرية. ويعتقد
أن نقل مواد التجوية الدقيقة الحبيبات بواسطة تعرية الجرفان السطحي الغطائي يكون
ضئيلاً للغاية أو معدوماً فوق قمة المنحدر، ويتضح النقل ويزداد كثيراً فوق المنحدر
بالابتعاد عن القمة. ويرجع هورتون Horton (١٩٤٥) عدم فاعلية التعرية فى نطاق معلوم
على خطوط تقسيم المياه التي تمثل محور قمة المنحدر، وتباين غرض هذا النطاق تبعاً لقابلية
التسرب لغطاء مواد التجوية على المنحدر، ولكثافة سقوط المطر، ودرجة انحدار السطح
بالابتعاد عن قمته.
ولدرجة
انحدار المنحدر أهمية خاصة، ذلك أن المشاهدات تشير إلى ان النقل بواسطة التعرية الغطائية
يزداد باستمرار حيثما ازدادت درجة الانحدار حتى تصل إلى 40 درجة، بعدها يتناقص
النقل حتى تنعدم التعرية تماماً عند الوصول إلى المنحدر لقائم (٩٠ درجة)، وكثيراً
ما نشاهد فى الأراضي المضرسة الممزقة مناطق قمم لمنحدرات مستديرة لا تتأثر بالتعرية
المائية إلا قليلاً، بينما تبدو أسطح المنحدرات بالابتعاد عن تلك القمم، وقد تخدِّدت
بالجداول المائية، وغدت خشنة وعرة. ومع هذا فإن بعضاً من الجيومورفولوجيين لا
يوافقون على هذا الرأي القائل بازدياد قدرة التعرية بالاتجاه نحو أسفل المنحدر،
ويرون ان تعرية قمم المنحدرات وتخفيض اسطحها بفعل مختلف أنواع تعدية الجريان السطحي
الغطائي مهم للغاية.
تعليقات