إسهامات العلماء الألمان فى تطور الفكرالجيومورفولوجى في القرن التاسع عشر والقرن العشرين

مشاركة:

علم،الجيومورفولوجيا،الجغرافيا،الطبيعية،علم الجغرافيا،الفكر،الجغرافى،أشكال،سطح،الأرض،التضاريس،

اعتمدت دراسة تشكيل الأرض في مراحلها الاعدادية اعتماداً كلياً على جميع العلوم الأرضية. ولم تستطع في ارتقائها سلم التطور والنمو، أن تتقدم خطوة بذاتها المستقلة، وكانت دائماً تتغذى على موائد العلوم الأخرى. لكنها مع الزمن بدأت تخصب، نتيجة لازدياد ونمو المعرفة، واكتشاف مناهج وأساليب بحث نافعة في مختلف علوم الأرض، أفادت منها لإقامة بنائها.

وفى النصف الثاني من القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر، بدأ البناء الأصولي للجيومورفولوجيا في التبلور والظهور، وذلك بسبب ارتباطها الوثيق حينئذ بالجيولوجيا، التي كانت آخذة في النمو السريع على أيدي مشايعي مختلف المدارس الجيولوجية، التي كان النقاش العلمي المثمر محتدما بينها. ومع ذلك فقد ظلت الجيومورفولوجيا جزء من أشكال سطح الأرض، يجد له موضعا في مؤلفات وكتب تعليم الجيوجنوسيا Geognosy (الاسم القديم للجيولوجيا)، مثل كتاب رويس Fr. Reuss في علم المعادن والمنشور سنة ١٨٠٥ في لييتزيج وعلم المعادن Minerology مثل كتاب ريشتر -K.F. Richter (١٨١٢) وكون K.A. Kuehn (١٨٣٣) المنشورين في فرايبور؛ في الجيوجنوسيا (الجيولوجيا). فكانت الجيومورفولوجيا مجرد فرع مساعد للجيولوجيا التي تفتقر إلى النظرة العامة الشاملة للأرض.

وكان جوته Gothe أول من استخدم كلمة مورفولوجيا، Morphologic وأدخل في العلوم الطبيعية في سنة 1807. أما تعبير، مورفولوجية سطح الأرض. فقد استخدمه لأول مرة كارل جوستاف كاروس Carl Gustav Carus سنة ١٨٤١. وقد خصص كارل فريدريش نومان Karl Friedrich Naumann لمورفولوجية سطح الأرض فصلا دسما في كتابه في الجيوجنوسيا الذي صدر فيما بين عامي 1850-1854. في ليبتزجج. وقد درس في نحو مائة صفحة الموضوعات الآتية:



أولا: مورفولوجية الاراضي اليابسة:
١ -الميزات العامة للكتل القادية، والتشابه العام في شكل أسطح الكتل القارية، ذ تصنيف القارات.
-2أشكال التضاريس القارية: ومهد لدراستها بمفاهيم عامة عن الارتفاعات، والاحجام، وقطاعات، والارض العالية والمنخفضة، والجهات الجبلية والهضبية، والانحدارات. وخصص بعد ذلك دراسة للجبال، فعرفها ثم قسمها إلى جبال كتلية وأخرى تمتد في سلاسل متصلة، وحدد انحداراتها واتجاهاتها وقممها وأعاليها وأسافلها، كما درس الهضاب والتلال والمخفضات، وأوضح دراسة لأشكال جبلية خاصة كالجبال البركانية، والجبال المنفردة، كما بحث في الأودية، ومتحدراتها ومدرجاتها، وقيعانها، وبداياتها، ونهاياتها، وسهولها الفيضية.

ثانيا: الاشكال التضاريسية للقيعان البحرية:
وهنا درس الأعماق المحيطية، والقيعان المحيطية وسهولها العظمى، والقيعان البحرية بجوار السواحل، وخصائص الشواطئ البحرية، والحيوان المرجاني.



ثالثاً: نشأة القارات والجبال:

وهنا عرض لكيفية نشأة اليابس بعامة، والسلاسل الجبلية بخاصة، ثم تطور بناء جبال، ونسب ذلك كله لحركات باطنية.
من هنا نرى أن الطريق أصبح ممهدا للدراسات الجيومورفولوجية المستقلة، فبعدما كانت دراسة الاشكال الارضية تأتى بصورة عارضة، أصبح يخصص لها ما يشابه الكتاب المراجع. ومع هذا لا ينبغي أن نخلط بين هذه الدراسات الوصفية وبين الدراسات المورفولوجية والمور ومترية التي ظهرت فيما بعد والتي جعلت من الجيومورفولوجيا علماً تفسيرياً وصفياً، وبالتالي منحته حياة جديدة.

ولقد دفع كل من فون هامبولت A.V. Humbolt وكارل ريتر"terKarl Rit" دماء جديدة فى شرايين علم الجغرافيا بصفة عامة، والقسم الطبيعي منها بصفة خاصة.

فاهتمت الدراسة على أيديهما بتحديد الظواهر وضعها ووصفها من حيث الشكل والعدد اقليمياً، واعتبر الوصف الدقيق، وتحديد الشكل، والتوقع الإقليمي أبرز سمات تلك المرحلة فى تطور العلم، ويمكننا اعتبار محاولة تقدير متوسط ارتفاع القارات للعالم فون هامبولت (مقالة منشورة فى حولية الطبيعة والكيمياء رقم ٥٧ سنة 1842) ، ودراسات فى الوضع الجغرافي والامتداد الأفقي لأجزاء الأرض، (مقالة منشورة سنة ١٨٣٢) ، وما جاء بالمقالتين من دراسات مفصلة للسواحل، وتحديد مفاهيمها، وتصنيفها، وتطورها، شهيدا علمياً للاتجاه المورفوجرافى والمورفومترى فى علم الجيومورفولوجيا.



وقد استمر عطاء كارل ريتر فى أرساء قواعد الجغرافيا الطبيعية ودراسة أشكال سطح الارض فى محاضراته المنشورة فى برلين سنة ١٨٦٢ تحت اسم (الجغرافيا العامة) Allgemeine Eidkiinde. واعتبرها من بعده العالم أوسكار بيشيل. O.Peschel أسساً للجغرافيا الطبيعية الحديثة.

 وقد أدخل كارل ريتر مفاهيم جديدة لتصنيف التضاريس، ومنها تضاريس المرتبة الأولى، وتضاريس المرتبة الثانية Erste Klasse Zweite Klasse، واعتبر الجبال نظما، وفصل بين سلاسل الجبال، والجبال الكتلية، والجبال الانفرادية، وتابع توزيعها وامتداداتها، وبحث فى قممها وممراتها، وكيفية نشوئها، كما فسر تكوين المنخفضات العظيمة كمنخفض بحر قزوين والبحر الميت.

واستطاع عن طريق تأليف وتجميع الأراضي المرتفعة والمنخفضة والمدرجة، أن يبرز التضاريس الكبرى لأجزاء الارض بالبعدين الأفقي والرأسي.

وقد سار على منواله ومضيفا لجديد كل من كوريستكا K. Krista فى كتابه المطبوع فى جوتا سنة ١٨٥٥، وعنوانه "دراسات فى وسائل واستخدام الاعمال الهيبسوميترية". الذي تمكن من دراسة وتصنيف وتقويم مختلف الأراضي جبلية وهضيبة وسهلية بطرق بحث رياضية. وكذلك فعل فون سونكلارVon Sonklar وضمنه كتابه المنشور فى فيينا سنة ١٨٧٣ والذي يحمل عنوان الأوروجرافيا العامة، علم دراسة أشكال تضاريس سطح الأرض.

وقد وجد هذا الاتجاه نهايته ووصل إلى أوجه فى الفصل الخاص بالدراسة المورفوجرافية -المورفوميترية فى كتاب ألبرشت بنك الذي صدر فى جزئين سنة ١٨٩٤ بعنوان: مورفولوجية سطح الارض.Morphologie der .Erdobeiflache

ومع الوصول إلى التفسير الموفق لعدد كبير من المشاكل التي تتصل بأشكال سطح الأرض، أصبح الوقت مناسباً لمحاولات بناء صرح جديد أصولي لعلم الجيومورفولوجيا وقد كان لأوسكار بيشيل Oskar Peschel الفضل فى افتتاح عهد جديد للجغرافيا، بل إنها ولدت للمرة الثانية عن طريق الدراسات التي تضمنها كتابه المنشور سنة 1869 بعنوان مسائل جديدة للجغرافيا المقارنة كمحاولة لمورفولوجية سطح الأرض.

والذي فيه تمكن بيشيل من تدعيم وضع خاص مستقل للجيومورفولوجيا التي كانت حتى ذلك الحين فرعا مساعدا تابعا للجيولوجيا. وقد أثر ظهور كتاب بيشيل بما احتواه من موضوعات جيومورفولوجية تأثيراً كبيراً، وحفز الأذهان على البحث عن نشأة الظواهر بإيراد مختلف الأمثلة وتناولها بالوصف والتفسير والمقارنة٠ وتضمن الكتاب دراسات تحليلية عن الفيوردات وكيفية نشأتها، والجزر وتكوينها، والتناظر الجغرافي، ورفع الجبال على هوامش اليابس، وارتفاع وهبوط السواحل، وزحزحات أجزاء الأرض منذ عصور الزمن الثالث، وتكوين الوديان والصحاري.

وفى كتاب له عن جبال الألب تم نشره فى ليبتزيج سنة 1878، شرح بيشيل رأيه في كثرة وجود البحيرات بجبال الألب وغيرها من الجبال الغنية بالبحيرات، بأنها لم تعط الوقت الكافي لكي تملأ البحيرات بالرواسب، وتحولها إلى أرض مستوية منبسطة جافة.

وقال إنه بذلك يستنتج أن جبال الألب قد عانت من عمليات رفع لاحقة، أتضحت فيها أكثر من غيرها من الجبال، لأنها ماتزال شابة Jugend. وفى المناطق المدارية تكون دورة الحياة أسرع بكثير. فالنضج المبكر يعقبه التآكل المبكر ... ويتبع ذلك بالنسبة للهند إشارة عامة واضحة عن الأمطار الموسمية الغزيرة وآثارها القوية» وعلى الرغم من أن عبارة بيشيل قد لا تقف صامدة أمام النقد الذي يمكن أن يوجه إليها بناءً على المعلومات الحديثة المتوفرة، فإن أهميتها تبقى فى تاريخ الفكر الجيومورفولوجى الألماني، ذلك أنه لأول مرة تنكر أفكار عن عمر كتلة أرضية ودورة حياتها: شبابها Jugend، ونضجها Reife، بل دورات الحياة المتباينة لسطح الأرض في مختلف النطاقات المناخية.

وفى كتاب له عن جبال الألب تم نشره فى ليبتزيج سنة 1878، شرح بيشيل رأيه في كثرة وجود البحيرات بجبال الألب وغيرها من الجبال الغنية بالبحيرات، بأنها لم تعط الوقت الكافي لكي تملأ البحيرات بالرواسب، وتحولها إلى أرض مستوية منبسطة جافة. وقال إنه بذلك يستنتج.

 أن جبال الألب قد عانت من عمليات رفع لاحقة، أتضحت فيها أكثر من غيرها من الجبال، لأنها ماتزال شابة Jugend. وفى المناطق المدارية تكون دورة الحياة أسرع بكثير. فالنضج المبكر يعقبه التآكل المبكر ... ويتبع ذلك بالنسبة للهند إشارة عامة واضحة عن الأمطار الموسمية الغزيرة وآثارها القوية» وعلى الرغم من أن عبارة بيشيل قد لا تقف صامدة أمام النقد الذي يمكن أن يوجه إليها بناءً على المعلومات الحديثة المتوفرة، فإن أهميتها تبقى فى تاريخ الفكر الجيومورفولوجى الألماني، ذلك أنه لأول مرة تنكر أفكار عن عمر كتلة أرضية ودورة حياتها: شبابها Jugend، ونضجها Reife، بل دورات الحياة المتباينة لسطح الأرض في مختلف النطاقات المناخية.



ونذكر من المؤسسين الكبار لعلم الجيومورفولوجيا فى منطقة المتحدثين باللغة الألمانية كلا من: فون ريشتهوفين F. Von Richthofen وسوبان A. Supan، -ألبرشت بنك A. Penck وقد اجتمع فى شخصية فرديناند فون ريشتهوفن حماس وعبقرية العلميين فى عصره، إضافة إلى عقليته الذكية الخلاقة، وقد أعانه هذا وذاك على بناء هيكل نظامي أصولي متكامل للجيومورفولوجيا بعامة، وللدراسات والبحث الجيومورفولوجى لأقاليم ووحدات سياسية بخاصة. وهو الذي طوع العمل الحقلي الجيولوجي للعمل الحقلي الجيومورفولوجى.

وقد بدأ ريشتهوفين حياته العلمية جيولوجيا، وتمرس بالدراسة والبحث الجيولوجي بمشاركته بدراسة جبال الالب وفى تفسير بنائها. وهو كجغرافي قام برحلات طويلة المدى في الشرق الاقصى والصين؛ أتت بنتائج علمية جغرافية مبهرة. وكانت لرحلاته الأخرى الى جزر إندونيسيا (جنوب جاوه) الحارة الرطبة، الغرب الأمريكي الجاف حيث تمكن من الوقوف على افكار الجيولوجيين والجيومورفولوجيين الامريكان في المكتب وفى الحقل، أهمية خاصة لمقارنة مكتشفاته وآرائه وتدعيمها. لكن أفكاره الأساسية فى البحث الجيومورفولوجى والتي بقيت على الدهر، نبعت من دراساته في الصين.

وأولى أفكاره المهمة تخص كيفية نشوء الأرصفة البحرية المرتفعة فى سواحل جنوبي الصين، والتي عزا نشأتها وتشكيلها لفعل الأمواج والتعرية البحرية. وقد شرح العامل والعملية، ووصف مميزات الارصفة وخصائصها، والشواهد والأدلة بدرجة من الوضوح والدقة، جعلت معاصريه وتلاميذه يقتنعون بها، ويطبقون أفكاره على مناطق أخرى، ودخلت أفكاره بذلك فى مجال التعرية البحرية، وبقيت على الزمن معمولا بها حتى وقتنا الحاضر.



وقد ألهمته أراضي تكوينات اللوس فى شمال الصين أفكاره العبقرية فى الأهمية الجيومورفولوجية لتأثير الرياح. فهو القائل إن اللوس نتاح تأثير التعرية وتذرية الرياح فى الصحاري، سواء كانت تلك الصحاري حارة أو باردة، صخرية أو رملية او صلصالية، صغيرة المساحة أو كبيرتها، وسواء كانت قاحلة خالية من النباتات، أو يسودها نوع من الاستبس الجافة، أو النبات الفقير الذي لا يستطيع حماية الأرض من تأثير الرياح. ويتم تراكم نتاج التعرية والتذرية بواسطة الرياح من المواد الدقيقة خارج منطقة النشأة، لهذا نجد اللوس يتكون من مواد غريبة بعيدة المواطن (بالنسبة للصين من صحاري منغوليا) تراكمت بفعل الرياح السائدة فى منطقة (شمال الصين) حيث توافرت، وما تزال توافر، فيها ظروف تساعد على إرسابه، وهذه تتلخص فى مناخ رطب ووجود حشائش تلتقط ذراته.

وريشتهوفين هو أول من وصف طبقة تجميع اللوس فقال: إن تراكمه فى سمك كبير (كما فى شمال الصين حيث يصل السمك ٠ ٥٠ متر وأكثر) لا يحدث إلا حيث توجد حشائش من نوع الاستبس تلتقطه وتحميه من إعادة التذرية والحمل بواسطة الرياح. وتعمل جذور الحشائش وسيقانها بعد فنائها على إعطاء التكوينات خاصيتها المشهورة التي تتمثل فى نسيجها الشعرى. والواقع أن الرجل قد أرسى قواعد التعرية الهوائية كعامل وعملية إضافة إلى نتائجها فى تشكيل سطح الأرض: نحتا ونقلا وارساباً. وكانت أفكاره أساسا لمؤلف فالتر j. Walther «قانون تشكيل الصحراء، 
"Das Gesetz der Wuestenbildung" (1901و1924).

وأهم مؤلفات ريشتهوفين الجيومورفولوجية العامة هو كتاب (المرشد للرحالة البحاثة) Fuerer fuer Forschungsreisende، الذي نشر منة 1886 واعيد طبعه سنة ١٩٠١. وهو يوصف بأنه أول كتاب مرجع للجيومورفولوجيا الحديثة. ويعالج الكتاب فى فصول أولى تمهيدية: التجهيز للرحلة، وأساليب الدراسة والبحث والقياس والرسم، وكلها تصلح وتفيد الدارسين فى الحقل سواء كان جيولوجياً أو جيومورفولوجياً، ثم يتناول الدراسة الجيومورفولوجية للصخور، والبراكين، والجبال، نفرد فصلا خاصا، وهو الثالث، لدراسة عوامل التجوية وتأثيرها فى الصخور وتكوين التربة، والماء الجوفي والينابيع، ثم النحت والنقل والأرسان بواسطة الماء الجاري والجليد المتحرك، والرياح، إضافة إلى التعرية البحرية، والأرسان البحري. وعالج القسم الرابع والأخير فى كتاب ريشتهوفين الأشكال الكبرى لسطح. الارض وصلاتها ببناء الجبال. وقد وضع الكتاب اهمية كبرى في العامل والعملية، أما دراسة الأشكال الأرضية ذاتها فلم تحظ بذات الاهتمام.
وقبل ريشتهوفين بعدد قليل من السنين لخص اسكندر سوبان سنة ١٨٨٤ موقف الفكر والمعرفة الجيومورفولوجية حتى عصره تلخيصا وافيا ممتازاً، وذلك فى كتابه أسس الجغرافيا الطبيعية، Grmndznegen der Physischen Geographie الذي أعيد طبعه ولقى إقبالا طيبا فى سنة ١٩١٦. وينتمي لنفس الفترة الكتاب الفرنسى القيم أشكال سطح الارض Les Formes du terrain. لمؤلفين هما: دى لا نوى De La Noes ودي مار جارى E. De Margaries، وقد حوى هذا الكتاب العديد من الخرائط

التوضيحية، ولم تخل الكتب الجيولوجية فى تلك المرحلة من فصل جيومورفولوجى أو اكتر يعالج الأشكال الأرضية كبيرها وصغيرها، مثال ذلك كتاب تاريخ الأرض. -Erd -: geschichte للجيولوجي نوى مايرس M. Neumayrs الذى نشر سنة ١٨٨٦.

فى عام ٤ ٨٩ ١ أصدر ألبرشت بنك Albrecht Penck سفرا من جزئين بعنوان، مورفولوجية سطح الأرض، Morphologie der Erdoberflaeche  وكان حينذاك المرجع الاوحد للدراسة الجيومورفولوجية الاصولية المتكاملة فى اللغة الالمانية. ورغم إن كثيراً من التفاصيل التي وردت به لم تعد صحيحة، كما تقادم العهد بمنهج الدراسة به فأنه، مثل كتاب ريشتهوفين «مرشد للرحالة البحاثة، ذو قيمة باقية معترف بها. فقد ظهرت فيه عبقرية الباحث المتعدد المواهب، وحوى الكتاب الأفكار الأساسية الآتية:

تاريخ الفكر الجيومورفولوجى: نظرات نقدية واعية لكل ما كتب فى ميدان المعرفة الجيومورفولوجية فى عصره ، وفيما قبل عصره.
التعمق فى دراسة العوامل والعمليات المشكلة لسطح الأرص.
دراسات تحليلية دسمة للأنماط الرئيسية لمجاميع الأشكال الأرضية.
كثرة استخدام الأساليب الكمية فى الدراسة الجيومورفولوجية حتى أنه اعترف في أبحاث لاحقة، بأنه اهتم بالدراسات المورفوميترية أكثر من اللازم.

فقد خصص القسم الأخير فقط من الجزء الأول من مؤلفه لدراسة العامل والعملية، وقد خصص الجزء الثاني بأكمله لدراسة الأشكال الأرضية. ومن ثم فقد وضع كل أهتمامه فى دراسة الاشكال الارضية، على عكس ريشتهوفين الذي انصبت معظم دراساته على العامل والعملية. وفى دراسته لأشكال الأرضية وضع تفسير أصل النشأة لكل شكل على حدة ضمن وجهات النظر المورفولوجية. وعدا تقسيم الاشكال الارضية إلى مجموعات ضمن نطاقات معلومة، عمد إلى تنظيم الظاهرات الفردية تحت اسم عام يجرى تفصيله حسب أصل النشأة. مثال ذلك البيئات الحوضية Wannenlandschaften التي صنفها حسب أصول نشأتها المتباينة: بيئة حوضية جافة (صحراوية)، وأخرى جليدية، وثالثة كارستية، ورابعة إرسابية، وخامسة بركانية وجبلية. وتبين فى كل دراساته أفكار طيبة تخص المرحلة التطورية.

وفى مرحلة ثانية من مراحل تطور عبقرية البريشت بنك ظهور كتابه القيم مع زميله بروكنرE. Bruckner والذي يحمل اسم جبال الألب أثناء العصر الجليدي Alpen Die im Eiszeitalter، فى عدة اجزاء تم نشرها ابتداء من سنة ١٩٠٥ حتى سنة ١٩٠٩ فى ليبتزبج Leipzig. والكتاب مازال وسيظل عمدة الدراسات الجليدية، ولا يمكن أن يخلو بحث فى جيومورفولوجية الزمن الرابع فى أوربا أو فى غيرها من إشارة ورجوع إليه. وفيه أرسى المؤلفان قواعد المعرفة بالجليد والعصر الجليدي، وأسس الدراسة ومناهج البحث التي بقيت على الزمن.



المصادر والمراجع:

 جودة حسنين جودة: (2002) الجيومورقولوجيا علم أشكال سح الأرض - دار المعرفة الجامعية - الفصل الأول موضوع الجيومورفولوجيا وتطور الفكر الجيومورفولوجي.

تعليقات

الاسم

الاساليب الكمية فى الجغرافيا,2,الإستشعار عن بُعد,1,البيئة,1,التخطيط العمراني,1,الجغرافيا الاقتصادية,1,الجغرافيا الإقليمية,3,الجغرافيا البشرية,9,الجغرافيا التاريخية,2,الجغرافيا الحيوية,1,الجغرافيا السياسية,3,الجغرافيا الطبيعية,36,الجغرافيا العامة,1,الجغرافيا المناخية,16,الجيومورفولوجيا,18,الخرائط,39,الطبوغرافيا,1,المساحة,8,المساحة التصويرية,1,المساحة المستوية,3,تصميم الخرائط,4,جغرافيا افريقيا,1,جغرافية العالم الإسلامي,1,جغرافية العالم العربي,3,جغرافية القارات,1,خرائط التوزيعات البشرية,2,خرائط الطقس والمناخ,9,كتب,52,نُظم المعلومات الجغرافية,5,AutoCAD,1,GPS,1,
rtl
item
المعرفة الجغرافية | كتب ومقالات في جميع فروع الجغرافيا: إسهامات العلماء الألمان فى تطور الفكرالجيومورفولوجى في القرن التاسع عشر والقرن العشرين
إسهامات العلماء الألمان فى تطور الفكرالجيومورفولوجى في القرن التاسع عشر والقرن العشرين
علم،الجيومورفولوجيا،الجغرافيا،الطبيعية،علم الجغرافيا،الفكر،الجغرافى،أشكال،سطح،الأرض،التضاريس،
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhjMmPjNK1OS2iMYJIhHv74aDgwMWK_XBh7kLesu_VUABz4ifzKbppz7l9DymHkDMjvXkD4iWJSzi-EgD8xcuGJ-Mhj2ACYTE9pgrg_GZuq2s1UEM7VHf1EiHoFy0SLgYa7Vi609gM-CV8A/s640/%25D8%25A5%25D8%25B3%25D9%2587%25D8%25A7%25D9%2585%25D8%25A7%25D8%25AA+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B9%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25A7%25D8%25A1+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A3%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2586+%25D9%2581%25D9%2589+%25D8%25AA%25D8%25B7%25D9%2588%25D8%25B1+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2581%25D9%2583%25D8%25B1%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D9%258A%25D9%2588%25D9%2585%25D9%2588%25D8%25B1%25D9%2581%25D9%2588%25D9%2584%25D9%2588%25D8%25AC%25D9%2589+%25D9%2581%25D9%258A+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25B1%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25B3%25D8%25B9+%25D8%25B9%25D8%25B4%25D8%25B1+%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25B1%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B9%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%258A%25D9%2586.jpg
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhjMmPjNK1OS2iMYJIhHv74aDgwMWK_XBh7kLesu_VUABz4ifzKbppz7l9DymHkDMjvXkD4iWJSzi-EgD8xcuGJ-Mhj2ACYTE9pgrg_GZuq2s1UEM7VHf1EiHoFy0SLgYa7Vi609gM-CV8A/s72-c/%25D8%25A5%25D8%25B3%25D9%2587%25D8%25A7%25D9%2585%25D8%25A7%25D8%25AA+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B9%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25A7%25D8%25A1+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A3%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2586+%25D9%2581%25D9%2589+%25D8%25AA%25D8%25B7%25D9%2588%25D8%25B1+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2581%25D9%2583%25D8%25B1%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D9%258A%25D9%2588%25D9%2585%25D9%2588%25D8%25B1%25D9%2581%25D9%2588%25D9%2584%25D9%2588%25D8%25AC%25D9%2589+%25D9%2581%25D9%258A+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25B1%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25B3%25D8%25B9+%25D8%25B9%25D8%25B4%25D8%25B1+%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25B1%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B9%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%258A%25D9%2586.jpg
المعرفة الجغرافية | كتب ومقالات في جميع فروع الجغرافيا
https://www.geographyknowledge.com/2017/01/German-contributions-in-development-of-geomorphological-thought-in-the-nineteenth-century-and-the-twentieth-century.html
https://www.geographyknowledge.com/
https://www.geographyknowledge.com/
https://www.geographyknowledge.com/2017/01/German-contributions-in-development-of-geomorphological-thought-in-the-nineteenth-century-and-the-twentieth-century.html
true
7639022694122014491
UTF-8
تم تحميل كل المواضيع لا يوجد إي موضوع. مشاهدة الجميع قراءة المزيد رد إلغاء الرد حذف بواسطة الرئيسية صفحات موضوع مشاهجة الجميع مواضيع متعلقة تصنيف أرشيف بحث كل المواضيع لا يوجد أي موضوع مطابق مع بحثك. العودة إلى الرئيسية الإحد الاثنين الثلاثاء الاربعاء الخميس الجمعة السبت أحد أثنين ثلاثاء اربعاء خميس جمعة سبت يناير فبراير مارس أبريل مايو يونيو يوليو أغسطس سبتمبر أكتوبر نوفمبر ديسمبر يناير فبراير مارس أبريل مايو يونيو يوليو أغسطس سبتمبر أكتوبر نوفمبر ديسمبر آلان 1 مذ دقيقة $$1$$ minutes ago 1 منذ ساعة $$1$$ hours ago أمس $$1$$ days ago $$1$$ weeks ago منذ أكثر من خمسة أسابيع متابعين تابع THIS CONTENT IS PREMIUM Please share to unlock Copy All Code Select All Code All codes were copied to your clipboard Can not copy the codes / texts, please press [CTRL]+[C] (or CMD+C with Mac) to copy