يتطلب تصميم خريطة ما الاستعانة بخرائط عديدة من مصادر مختلفة للحصول على المعلومات والبيانات اللازمة منها لعملية التصميم. وقد تكون تلك العمليات الخرائط المصدرية مبنية بمساقط مختلفة وبمقاييس رسها مختلفة، كما قد تكون مختلفة فى مستوى الدقة وفى تاريخ الطبع. ويجب على الخرائطي أختيار تلك المصادر المعلومة التي سيحتفظ بها ويختار معلومة أخرى ليستبعدها، ويبسط هذه ويعدلها ويدمج تلك ويزحزح الأخرى عن موقعها وهكذا، وفى أثناء ذلك عليه توقيع تلك المعلومات والبيانات المنتقاة على لوحة تسمى” Compilation Sheet” بدقة.
يتطلب تصميم خريطة ما الاستعانة بخرائط عديدة من مصادر
مختلفة للحصول على المعلومات والبيانات اللازمة منها لعملية التصميم. وقد تكون تلك
العمليات الخرائط المصدرية
مبنية بمساقط مختلفة وبمقاييس رسها مختلفة، كما قد تكون مختلفة فى مستوى الدقة وفى
تاريخ الطبع. ويجب على الخرائطي أختيار تلك
المصادر المعلومة التي سيحتفظ بها ويختار معلومة أخرى ليستبعدها، ويبسط هذه
ويعدلها ويدمج تلك ويزحزح الأخرى عن موقعها وهكذا، وفى أثناء ذلك عليه
توقيع تلك المعلومات والبيانات المنتقاة على لوحة تسمى” Compilation Sheet” بدقة. ولعل أولت قاعدة يجب أن
يدركها الخرائطي هي نقل المعلومات والبيانات من الخرائط المصدرية إلى لوحة التجميع
هي أنت تلك البيانات قد تم تعميمها بالتعديل والتبسيط عند نقلها من عالم الواقع
(الطبيعة) عند إنشاء الخريطة المصدرية، أي أنها غير مطابقة للواقع تماماً على الغم
من دقتها بالنسبة لمقياس الرسم، كما أن عمليات التعميم تلك غير مناسبة لتصميم
خريطة ذات مقياس رسم أصغر.
وتختلف
وسائل نقل البيانات من الخريطة المصدرية إلى لوحة التجميع. وقد يتم النقل بالتصوير
الضوئي أو بالطرق الإلكترونية أو بالعارضات الرأسية، وقد تتم عن طريق العين.
وتستخدم هذه الطرق فى نقل البيانات المطلوبة من خرائط مصدرية مقياس رسمها أكبر من
مقياس رسم الخريطة الجديدة(المشتقة) بأربع أو خمس مرات، ولكن إذا أختلف مقياس الرسم
بقدار أكبر من ذلك فإنه يصعّب عملية النقل بسبب طبيعة العلاقة بين مقياس رسم
الخريطة المشتقة (الجديدة) ومساحة الخريطة المصدرية. فمساحة الجزء المنقول من
الخريطة المصدرية يتناسب مع مقياس ريم الخريطة المشتقة بمربع النسبة بين
المقياسين. على سبيل المثال، عند نقل مربع طول ضلعه 10 سم2 أي مساحته 100 سم2 من خريطة مصدرية مقياس رسمها 500:1 إلى خريطة يتخم تجميعها مقياس رسمها
50.000:1 فسوف يظهر بعد تصغيره بالتصوير أو بأي طريقة على هيئة مربع مريع طول ضلعه
1سم ومساحته 1 سم2 والنسبة بين المقياسين 10:1 (100= 10²).
وبترتب على 1لك أنه على الرغم من إمكانية تحديد مواقع النقاط المنقولة وإمتداد
وإتجاه الخطوط بدقة على الخريطة التي يتم تجميعها، إلا أن ظاهرة مساحية سوف يصعب
نقلها أو أختزالها إلى شكل يصعب إدراكه. ولذلك إقترح روبنسون A.H.Robinson ألا تزيد النسبة بين مقياس رسم الخريطة المصدرية ومقياس رسم الخريطة
المجمعة عن 1:5 أو 1:4 (النسبة بين مساحتي المريعين هي 1:25 أو 1:16). وقد تتطلب
عملية التجميع نقل بعض البيانات والمعلومات من الخرائط المصدرية بالعين المجردة،
وذلك بالاستعانة بالشبكة الجغرافية أو بالشبكة التربيعية التي تعمل كخطوط توجيهية
بمكن عن طريقها تقدير المسافات وتحديد المواقع. وتستطيع العين-بالتدريب-إكتساب
الخبرة والدقة اللازمتين لنقل البيانات المطلوبة. ويرجع الاعتماد على العين بدلاً
من إستخدام الوسائل الضوئية فى تصغير الاجزاء المطلوب, ٠ نقلها إلى الخريطة التي
يتم تجميعها إلى إختلاف المسقط بين الخريطة المصدرية والخريطة المشتقة (النهائية)
نقدر روبنسون أن حوالي ٠ ٩ % من الخرائط صغيرة المقياس قد تم تجميع بياناتها بهذه
الطريقة. وعندما تتعدد الخرائط المصدرية التي يتم تجميع
بيانات منها فقد تختلف مساقطها عن مساقط الخريطة المشتقة التي يجرى تجميعها، فإن
الخرائطي يقوم يقص الجزء المطلوب من الخريطة المصدرية مع جزء من خطوط الشبكة
الجغرافية القريبة منه -ان لم يكن يمر به جزء منها-ويتم تصغيره بالتصوير إلى مقياس
رسم الخريطة المجمعة. وتوضع هذه القصاصة المصورة والمصفرة
على لوحة التجميع وفى المكان الصحيح التقريبي لها ثم تحرك حركة دائرية حتى تنطبق
دوائر العرض وخطوط الزوال بها على الهيكل الجغرافي للخريطة المجمعة بصورة تقريبية
مع إجراء عمليات التعديل والتبسيط اللازمة، وهكذا بالنسبة لكل قصاصة. ويمكن التغلب
على الصعوبات الناجمة من إختلاف المساقط بإضافة خطوط مساعدة إلى خطوط الشبكة
الجغرافية، وتوحيد تدريجيات الشبكة على كل الخرائط المصدرية، ثم إعداد مخطط دليل
للشبكة الجغرافية التي يجرى تجميعها حسب مسقطها المختار، وتكون أبعاد هذا المخطط
درجة واحدة أو درجتان على الأكثر، وتحدد عليه الأجزاء التي ستغطيها كل قصاصه
مستخرجه من الخرائط المصدرية، ثم محاولة تطبيق نقط تقاطع خطوط الزوال مع دوائر
العرض بالقصاصات على نظائرها بالمخطط الدليلي مع إجراء بعض التعديلات الطفيفة
اللازمة. ثم ينتقل المخطط بما عليه من قصاصات إلى الخريطة التي يتم تجميعها.
والخطأ الناجم من التعديل سوف يتلاشى أو يصبح في حدود المسموح به نتيجة لصغر مقياس
رسم الخريطة الجديدة المجمعة.
المحتويات:
1- وسائل نقل البيانات من الخريطة المصدرية
إلى لوحة التجميع.
2- أهمية البيانات الأساسية للخرائط
الموضوعية.
3- تجميع البيانات الأساسية.
4- تحديد مقياس الرسم.
أهمية
البيانات الأساسية للخرائط الموضوعية
يجب ان
تحتوي الخريطة الموضوعية على مقدار كاف من المعلومات والبيانات الأساسية حيث أنها
تمثل المدخل الجغرافي المطلوب الذي يجب أن يكون على درجة من الوضوح حتى لا يختفي
وسط البيانات التي تمثل المدخل الموضوعي التفصيلي-ولكن يجب عدم المغالاة فى تلك
البيانات الأساسية حتى لا تطغى على بيانات موضوع الخريطة-إذ يحتاج مستخدم الخريطة
إلى ذلك الإطار الجغرافي كي ينسب إليه التوزيعات الممثلة على الخريطة من ناحية،
وإدراك العلاقات الجغرافية من ناحية أخرى. لذا يجب على الخرائطي أن يوفر قدراً
مناسباً من الوضوح والمحفزات البصرية والتوجيه الجيد فى خريطته الموضوعية كي يضمن
أن تتكون خريطة عقلية "Mental
Map" لدى المستخدم ٠ ومن
الطبيعي أن تختلف كمية التفاصيل والبيانات الأساسية من خريطة لأخرى، إلا أن
الخريطة الموضوعية بحب أن تحتوي على خطوط السواحل، خطوط التصريف المائي الرئيسية،
البحيرات الرئيسية، المراكز العمرانية الرئيسية والحدود الإدارية والحدود السياسية
وخطوط الشبكة الجغرافية إن أمكن أو بيانات دالة عليها بشكل واضح. وبصفة عامة فإن
أهداف الخريطة الموضوعية توحى للخرائطي بكمية ونوع التفاصيل والبينات الأساسية
المطلوبة. فالخرطة المناخي مثلاً لا يظهر عليها الطرق الرئيسية، ولكن يجب أن يظهر
عليها محطات الرصد الجوي الرئيسية.
تجميع
البيانات الأساسية.
من
المعروف أن علم الساحة يبحث فى الطرق المختلفة لتمثيل سطح الأرض وبيان معالمه الجغرافية
الطبيعية والبشرية على خريطة أي إسقاط هذا المسطح على المستوى الأفقي ٠ وينقسم علم
المساحة إلى: الساحة الجيوديسية التي تختص بقياس وتحديد المناطق الواسعة من سطح
الأرض مع الأخذ فى الأعتبار كروية الأرض وشكلها الحقيقي وتوزيع الكتلة بداخلها
وعلى سطحها. والمساحة المستوية تختص بقياس وتحديد المناطق محدودة الاتساع من سطح
الارض على أساس أنها سطح مستوى يتماس مع سطح الأرض سطح الأرض المنحنى المقوس فى
نقطة تتوسطها وإهمال الاعتبارات الأخرى. ويمكن أعتبار أن سطح الأرض مستوى فى أي
منطقة تصل مساحتها إلى 50كم٢ بدون أخطاء تذكر نتيجة إهمال كروية الأرض. وتنقسم
المساحة المستوية إلى قسمين هما: المساحة الطبوغرافية وتختص بإنشاء خرائط المناطق
المتسعة نسبياً من سطح الأرض وبيان معالمها الجغرافية ومناسيب سطحها بالنسبة
لمستوى سطح البحر. والمساحة التفصيلية أو الكداسترالية وتختص بإنشاء خرائط تفصيلية-بمقياس
رسم أكبر ولا تهتم بقياس وتحديد المناسيب.
ويترتب
على ذلك أن الخرائط الناتجة عن العمليات المساحية المختلفة غير متشابهة فى خصائصها
الهندسية، وعندما تتطلب عملية التجميع الحصول على بيانات من خرائط أنشئت بطرق وعمليات
مساحية مختلفة، فإنه يصعب على الخرائطي الجمع بينها. على سبيل المثال قد يتطلب
تصميم خريطة ما معلومات حديثة من شبكة التصريف المائي والظاهرات الهيدروجرافية
الأخرى، ومعلومات عن شبكة الطرق بدرجاتها. ويمكن تجميع المعلومات الهيدروجرافية من
الخرائط الطبوغرافية، وقد تكون تلك الخرائط ذات تواريخ إنتاج مختلفة، وقد لا نجد
عليها شبكة الطرق الحديثة المطلوبة، ما يضطر إلى الاستعانة بخريطة الطرق والتي
بدورها لا تبين التفاصيل الهيدروجرافية المطلوبة. ومن الواضح أن هذين المصدرين غير
متماثلين في عناصرهما الخرائطية في دقتهما، ولكنهما دقيقان بالضرورة ومتوافقان مع
المحتوى الموضوعي لكل منهما تبعاً لمقياس الرسم. وبصفة عامة فإن الأهمية النسبية
لهاتين الخريطتين يحددهما مقياس رسم الخريطة التي يتم تجميعها. فكلما صغر مقياس رسم
الخريطة المشتقة كلما قلت الصعوبات في عملية التجميع طالما أن الاختلافات الموقعية
تقل وتصبح في حدود مقبولة كلما زادت درجة أو مستوى التعميم مع صغر مقياس الرسم.
تحديد
مقياس الرسم
يتم تصميم الخريطة بمقياس رسم
يتلائم مع شكل وحجم اللوحة الورقية التي ستظهر عليها الخريطة. وقد يكون الحجم صفحة
كاملة فى كتاب أو فى أطلس أو جزء من صفحة، أو لوحة منفصلة يتم طيها وحفظها فى
مظروف خاص أو خريطة حائطية، أو فى أي شكل يمكن تصوره وبأي حجم. ومن المعروف أن شكل
المنطقة المراد تمثليها على الخريطة يختلف باختلاف نوع المسقط المستخدم، ولذلك
يهتم الخرائطي بأختيار المسقط قبل تحديده لمقياس الرسم المناسب للنسق الذي ستكون
بداخله الخريطة. وعندما يتم اختيار المسقط المناسب، فإن الأجزاء التي يتم تجميعها
من الخرائط المصدرية المختلفة-وهي ربما تكون مبنية بمساقط مختلفة-لتصميم الخريطة
يمكن توقيعها على الشبكة الجغرافية للمسقط المختار لتحديد مقياس الرسم المناسب
لشكل وحجم اللوحة، ولمعرفة مدى ملائمة المسقط لهذا الشكل والحجم من جهة أخرى.
ويتبع الخرائطي أسلوباً بسيطاً للتوصل
إلى شكل اللوحة وهو حساب النسبة بين الامتداد الطولي — كما تحدده درجات الطول—
والامتداد العرضي-كما تحدده درجات العرض بناء على نوع المسقط المختار وحساب أبعاد
شبكته الجغرافية. وللتوصل إلى شكل اللوحة يقوم الخرائطي بتصميم لوحة بيانية تمثل
العلاقة بين طرفي تلك النسبة. ومقياس الرسم للمحورين الرأسي والأفقي حسابي وطول كل
منهما عشر وحدات طولية أي 10 سم مثلاً، وبتحديد أحد طرفي النسبة (الامتداد الطولي مثلاً)
على أحد المحورين يتم الحصول على الطرف الآخر للنسبة على المحور الأخر، وبذلك
يتعرف الخرائطي على شكل اللوحة الخاصة بالمسقط ويستطيع عندها تحديد مقياس الرسم
المناسب والنهاذى٠ وقد يكف ثكل اللوحة غير مناسب فيقوم باختيار مسقط أخر وتصميم
مسقط خاص يناسب الخريطة. ويجب على الخرائطي فى هذه المرحلة أن يقررها إذا كان
سيقوم بعملية التجميع على شبكة جغرافية معدة مسبقاً تبعاً للمسقط المختار أم يفضل
تصميم المسقط المناسب للخريطة للوصول إلى مقياس الرسم المناسب لشكل اللوحة.
وعندما يكون الهدف من عملية التجميع
تصميم خريطة لأول مرة، يفضل أن تتم عملية التجميع من خرائط مصدرية مقياس رسمها
أكبر من مقياس رسم النهائية بنسبة 1:4 أو 1:5 أي ترسم الشبكة الجغرافية الخاصة
بالمسقط المختار والمناسب لشكل اللوحة المطلوب بمقياس رسم الخرائط المصدرية، وبعد
الإنتهاء من عملية التجميع تصغر لوحة التجميع هذه بنسبة ٤ :١ أو 1:5 أي لمقياس رسم
الخريطة النهائية. حيث تؤدى عملية التصغير إلى اختفاء عيوب الرسم وتظهر الخطوط
بسمك متساو وحادة. وبصفة عامة فإن تحديد العلاقة بين مقياس رسم لوحة التجميع
ومقياس رسم الخريطة النهائية أي تحديد نسبة التصغير يعتمد على كمية البيانات ومدى
ازدحامها على الخريطة المصدرية وعلى المواصفات المطلوبة للخريطة النهائية.
المصادر والمراجع:
تصميم وتنفيذ الخرائط – تأليف: د/
أحمد أحمد مصطفى| د/ محمد أحمد السوداني – دار المعرفة الجامعية - الإسكندرية
تعليقات